لا تحزن

أنه الصَبَاحَ أتى

دقَاتُ قلبي تَتَسارع

ورائِحة الخبَر المُر تَسْتَشْرِي فِي عُرُوقِي دَمِ بَارِدِ

يُشعرني بالقشَعرِيرَة

وَيَغرِزُ كـ خِنجَراً ، أصَارَعهُ كي لا يطعنني أَكثَرَ

لكن هَيْهَاتَ فَقد تَأكَّد الخَبَر

وَقيل : لقَد رَحَلَ /

بَكَيْتُ مَرةَ واحدَة فَقط

ورَأيتُ سَاعتهَا نَجمَة هوَت من الجَبَل

فسرت رعشة بأوصالي

لَملمَت نَفسي وأَسرَعَت عَائِدا

والمرَارةُ تحرِقُني

بَكَيْتُهُ

لَكي يَرجِع وَيَكُون الخَبَر غَير صَادِقِ

لكني أَدرَكَت أن وَرِدَّةَ الرَّحِيل قَد أزهَرَت

وَفَاح عِطرها الجَنَائِزِيِّ

ملئني الصَّمتَ وَمَضَيتُ

والصوتُ يحدثني

بلسَان المقَابِرِ

وَالعَوِيل

وَبَعضُ الدَّعَوَات

والسقُوط نَحو أول مَنَازِل الرحِيل

إِلَى حَيثُ القِيَامَة ستكون

مَضَيتُ مَعَ الجَمَاعَة

متصابرين تَملَأ ألسِنَتُنَا الدَّعَوَات

نَطلُب الغُفرَان لهُ وَلنَا وَلمن سيكون جَاراً لهُم فِي ' باقِي الأيام'

بعد بعض الدقائِق

أذكرُوا الله .." لَا إلَهَ إلّا اللهَ "

عِبَارة لم أتَصَور يَوما أني سأقولها لكَ قبَلَك

والركبُ مَعي يُرَدِّدها ونَحن نَحمِلُ جنَازةً

أنتَ عَرِيسُهَا ../

لكنهَا الأقدَار يا أخي

عاجلتني ولم تُمهلني حَتَّى أهِيء نَفسَي وأتَخيَّل

بأي طَرِيقَةِ أو لِسَانَ سأقولها وأرددها خَلفَكَ

رَحَلَت واليَوم غائم يَحجُب الشَّمس' فِي السمَاء ' عَن الأرض

مَشينَا والركبُ بين دَمعَةِ ودَعوَة والمَقبَرة يَعلو صَوتُ صَهِيلهَا

وقد ازدانت لِاستِقبالِ عَرِيسِهَا

وبعد أن قَال المُشَيِّعِ الفَاتِحَة

وبعد ' بِسم اللَّه '' الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ '

الحَمدُ لله ....... ولا الضَّالّين ، سَقَطَت على القَبرِ دَمعَه

وشَرِيط الذِّكرَى يعَبر مخيلتي سَرِيعَا

يحملني مِن أول يَومَا وحَتى قَبل الرحِيل بِيَومين

سَقَطَتْ من عَينِي دَمعَة عَانَقَت بالقلب حَسرَه

وَبَينهُمَا سَكنَت دَعوَة للرَحمَن " أن تكَون في أعالي الجِنَّانِ "

نَبَتَت بالقلب لكَ زهرَة زاهِية سَتَبقى مُتَفَتِحة

مَا بَقى فالعُمَر بَقِية من حَيَاة

رَحَلت ومَضَيت مُودِعَا

وَلم تَتركَ لِي سوَى

صوتَا مراً

يَتَرَدَّد فِي أذنِي

وسَاعَة أضَبط بَهَا دَقات قلبِي

ودَمعُ عَينِي كُلمَا لَاحَ طَيفُكَ من بَعيد

متوشحاً غُبَارَ الوَحِدَة

فِي لَيل الأُسَى

حَيثُ لم تبتَعَد عنَا

فَقِندِيلُ صَوتكَ لم يزَل فِي دَارِنَا

يضيْ عَتَمَةَ اللَّيْلِ

ويُنسِينَا وجَعَ الكَلاَمِ

فَيَأخذنَا إِلَى أيامِنَا البَيضاء وذَكَرَاها

نَستَحضِرُها مَعَ اِبتِسَامَةِ خَجُولَةِ وَدَمعَةُ عَينِ مُنهَمِرَةٍ

أنهَا الحَيَاة وأقدَارَها

وهذا رثَائيِ فيها وحُفنَة ورداً عَلى القَبر

فَنَم هَادِئاً

يآ أخَي

نَم ، عَليك السّلامِ

أمَا أنَا فإنِي سَألفّ الحُزنَ قَلِيلاً

بِحَبَّالِ النسيَان

وأمضِي كمآ كُنتُ

فَانت لم تَمُتْ

( لَم تَمُتْ )

ومَا زلتَ تسَكن وطَنكَ

طالمَا لا زالت هُنَاكَ دَمعهُ فِي العَين

نَامَتْ

وعلى الخَد سَالت

فَارَقَت الدُّنيا لكنَّكَ لا زلت لِلخَاطر

صَاحِب............../ عبدالله

(ع)’’عند سِدرة المنتهى  أدعو الله لُقيآك

(ب)’’بالبِر والإحسان ودعت دُنيآك

(د)’’ دعوتي للرحمن بالجنة يجزآك

(ا)’’ الرحمة والمغفرة تغشآك

(ل)’’ لامست الجرح بفرقآك

(ل)’’ لا أعلم أهذي شجون  القلب فاحت أم مشاعر أخٍ أحب أن تكون معه أطول مما راح

(هـ)’’ هذي حروفي في ختامها ترثيك .. يا عسى ربي بالجنة يجزيني ويجزيك