بكم ترقى حروفي

أهلاً وسهلاً بكم أحبتي في مدونتي المتواضعة .. متمنياً لكم وقتاً سعيداً وقراءة رآقية بين ثنايا حروفي المتواضعة
إضغط على[رسائل قديمة ] بأسفل الصفحة للأنتقال بين صفحات المدونة الأخرى

8 أبريل 2012






مدخل للحزن ....
" أرانا نموت على عَتَبَاتِ مدينتِنا "
-------------------------- {،/ فايزة اليعقوبية

بدمعة حزن وحرف ألم
تتجسد الحكاية وتروى
عن
نجمة أضاء سنا نورها سماء قرية
شهدت أبوابها مصرعها
وحدثاً ترنمت به أرضاً
لم تعشق الفرح يوماً
رغم أن الفرح ألوان
فآثرت إلا ان يحتضن ثراها جسداً
طالما تغنت روحاً تسكنه
بحنينها إليه


..."هي"...
أماً حنون .. وأستاذةً فاضلة .. وأختاً ناصحة
..."هو"...
القدر المحتوم
..." المكان "...
أبواب عبري الواعدة .. المهد واللحد .. البداية والنهاية
..." الزمان "...
يوم الثلاثاء 11 أبريل 2006م


أصل الحكاية :...../،‘‘
صباحاً مليءٌ بالسواد.
ومساءاً فقدت بلابله قدرتها على الشدو ووقفت حائرة على أغصان الياسمين .
ذكرى الرحيل الحزين ومرارة الفقد التي يجددها كل سنة أبريل ، تشرق شمسها وكأنها في لحظات المغيب ، محمولاً قربانها حتى يختفي خلف الأفق البعيد منهية رحلة يوماً فقد معناه وكل شيء فيه كان جميل .

تأخر حزننا عليكِ كثيراً يا أميرة السراب ولكن جأنا أخيراً من أجل ان نعيد هنآ ترميم الحكاية من جديد ونصوغ فصولها بأحرف لها معنى رغم عذاب الليل وغربة النهار والعصافير التي باتت تطير بلا أجنحة كأحلامنا المثقلة بأحزاننا المعلقة بين ماءاً ونار.

الحادي عشر من أبريل يوماً كآن للرحيل فيه عنواناً بارزاً ولوناً مميزاً ، حيث أحتضن جسد الراحلة فايزة اليعقوبية ، الكاتبة والباحثة والمشرفة الثقافية ، والتي أختطفها الموت باكرًا قبل ست سنوات برفقة زوجها وأبنها ، في حادث سير مؤلم شهدت تفاصيله الحزينة أبواب مدينتها التي طالما تغنت بها ، شهدته عتبات مدينة عبري المهد واللحد البداية والنهاية بكل تفاصيله ، رحيلاً هو أشبه بالمساء المثقل بأوجاع الحزن والألم .

هو الموت الذي ظل حاضراً في حياة الراحلة حتى في كتاباتها التي أودعتها سرها وترنمت في أحداثها كثيراً عنه وعن الرحيل ، أنتصر عليها أخيراً بعد ان أقترب منها وكان رفيقاً لها في كتاباتها ، حيث كان حاضراً وبقوة في سلسلة قصص " سغب الجذور" رغم كل الفرح الذي كان أيضا حاضراً هو الآخر بكل ألوان البهجة التي زرعتها المرحومة فايزة في ثنايا نصوصها التي لم ترى النور إلا بعد رحيلها كتكريماً لها ووفاءاً من عائلتها وأخوتها .

فقالت في مقدمة سغب الجذور ( إلى عبري )  وإذا كان علينا أن نعيَ أن الحياة مليئة بالاختلاف والتغيير فإن ألوانها السبعة هي الأمل والحب والسفر والأماني والفن والطبيعة والعمل… واعجب لكِ يا قريتي ان تلتحفي بلون السواد في حين أن الحياة كانت الواناً مختلفة ومبهجة .. فلماذا يا قريتي لا تعشقين الحياة فإن الحياة ألوان…."

فما أشبه رحيل كاتبتنا برحيل سيد الشعر الراحل الكبير ( محمود درويش ) فكلاهما كان الموت حاضراً بين ثناياً حروف كلماتهما وكلاهما كانت لهما معركة مع الموت والتنبؤ به بين السطور وكلاهما رحلا وتركا حروفاً ونصوصاً لم ترى النور إلا بعد رحيلهما عن الدنيا .

ستة أعوام أنقضت على رحيل نجمة الليلة الواحدة..}،/‘
فما أسرع الأمس والليل ،، وما أسرع سنوات العمر عندما تمضي وتنقضي من بين أيدينا ما بين ليلة وضحاها.
ما أجمل يوم الميلاد 1972 وما أسرع لحظة الغياب 2006 ،، وما بينهما امتدت حياة مليئة بالفرح والخوف وقف بينهما أبداعاً كان حاضراً بشتى تجلياته .

رحلت الكاتبة فايزة عن عالمنا للعالم الذي طالما تحدثت عنه وترنمت به في معظم كتاباتها والتي رسمت فيها لحظات النهاية التي يرسمها الخوف من النوم الأبدي على وجوهنا وأجسادنا فالموت يختبئ في ثنايا أجسادنا ويظهر حين نشعر بالضعف ليفتك بآمالنا .

حيث قال في نجمة الليلة الواحدة :
" كل العيون حين تشعر بالحب تشعر بالدفء، وأنا حين بدأت أشعر به شعرت بالخوف، وبدأ الدفء يتسرب من بين أصابعي حين أقضي نهاري في خوف من فقدان الحب حتى حلول المساء، وما أسوأ الحب الذي لا يمنحك الدفء بالحياة. لذلك أتمنى أن يضمني المساء بين نجومه بعيدًا عن الضِّباع والذِّئاب وعجلات الطريق، وأصبح نجمة ولو لليلة واحدة "

نجمة قالت وهمست عندما سألت في ذات مرة كيف تكتبين قصتك ؟ هل لديك طقوس في الكتابة؟
لتجيب : سئلت مرات وأنا القي دروسا في كليتنا عندما كنت ادرس بعض المقررات المتصلة بالأدب وكنت اخبر طالباتي لا توجد لدي مقاسات محددة أو طقوس لا يوجد تاريخ استند إليه في إخراج نص أنا لست مستعجلة القصة تأتي لي منقادة نجحت أن أجد معها ألفة الكاتب يشعر بها كل ما تقدم، تمر علي أيام وفي ذهني الفكرة تجول في خاطري وأنا اخرج من منزلي والشارع وداخل قاعة الدرس وفي الممرات حتى تأتي اللحظة التي تخرج منها لحيز الوجود أكيد كل كاتب له خصوصيته في الكتابة أنا لا أحب طقوس وان ثمة طقوس اخجل من ذكرها الآن ربما سيأتي يوما وأخبرك عنها أو اكتبها في مذكراتي يوما .

في ذكرى الرحيل وفي يوم إبريل الحادي عشر، والذي مهما قلنا فيه أو ذكرنا من كلمات أو جمل أو حروفاً تصف حجم الوجع ولونه أو أستحضرنا من الذكريات ، فإننا لن نستطيع بكل تأكيد وصف شعور الحزن ومرارة الأسى بمقال بسيط يحتضن كلمات فيها رثاءً لأختاَ وأستاذة قديرة كان لها حضوراً بهياً وتواجداً مثري بيننا وحياة مفعمة بالأمل والأبداع .

ولا يبقى لنا من كل هذا سوى نبض حرف لا نقول فيه سوى ما قالت الراحلة في مدادُ الغضَب : " المرارة لا تحرقها إلا المرارة ، والألم لا يعيده إلا الألم "
فلترقدي بسلام ولتهنئي بجنةً عرضها السماوات والأرض يا أختاه.


























ليست هناك تعليقات: