بكم ترقى حروفي

أهلاً وسهلاً بكم أحبتي في مدونتي المتواضعة .. متمنياً لكم وقتاً سعيداً وقراءة رآقية بين ثنايا حروفي المتواضعة
إضغط على[رسائل قديمة ] بأسفل الصفحة للأنتقال بين صفحات المدونة الأخرى

7 يونيو 2012




جلست بجانبي على المقعد الخشبي وفي يدها كراسة ، وأخذت تتمتم بكلمات غير مسموعة  أو مفهومة وهي تحاول  أن تخفي دمعة  حزن ترقرقت في عينيها البلورية ، بكاؤها المتواصل ونحيبها  الدائم على فراق أخيها الصغير ، وبعدها عن الأكل  والشرب جعل منها وردة  ذابلة  وسط صحراء قاحلة شح فيها  المطر بعد أن كانت وردة زاهية متفتحة للحياة وسط جنة خضراء متلألئة .

قالت لي بصوت ضعيف والكلمات  لا تطاوعها  وتذوب  الحروف  وسط تشنجاتها  " لقد مات " ، ولم تتمالك نفسها  فأطلقت العنان لعينيها  لتسكب  ما تبقى  من لألئها  الفضية  على وجنتيها .

استجمعت  بعضاً  مما تبقى  لدي من قوة  على الكلام  وقلت لها بعد ان توقفت  أصابعها الذهبية  عن العبث  بالكراسة ودموعها عن الانحدار : "هذه هي سنة الحياة  وقضاء الله سبحانه وتعالى ، يموت شخصاً ليولد آخر  وهكذا تسير بنا سفينة الحياة  ويمر علينا قطار العمر السريع ليأخذنا  معه  إلى محطة  المصير المحتوم ، ولولا ذلك لضاقت بنا  الأرض بما رحبت واني موقن من ان أيمانك بالله  قوي ، وسوف تدركين  معنى كلامي " .

قالت لي وهي  تمسح دموعاً  أخرى تناثرت على وجنتيها : " كنا ننوي  السفر لعلاجه " .. ، ساد الصمت بعدها لحظات وما زالت  مطرقة  الرأس سارحه في عالم  بعيد تاركه كل شيء وراءها ، وفجأة  رفعت رأسها  وكأنها تستعد  لسرد قصة  قديمة مؤلمة ، إلا أنها  فضلت  أن تحتفظ  بها لنفسها ، وأكتفت  بأن تذرف آخر لؤلؤة تبقت لديها من عينيها اللؤلؤية.

ليست هناك تعليقات: